تقع محافظة ضرية في جنوب غرب منطقة القصيم على مسافة 250 كم تقريبا عن بريدة على دائرة عرض 24 درجة و42 دقيقة وخط طول 42 درجة و55 دقيقة، ويحدها من الناحيتين الشمالية والجنوبية جبلان عظيمان يميزان الناحيتين: فمن الجنوب جبل النير، وهو في الواقع سلسلة جبال يحف طرفها الشرقي الجنوبي بحدود الحمى، ثم تمتد نحو الجنوب الغربي فتبتعد شيئاً فشيئاً عن الحمى عندما تبدو الجبال الواقعة غرب هذا الجبل فيما بينه وبين منهل عفيف كجبل الأخرج وذلك خارج عن الحمى، ومن الشرق والغرب واديان: وادي الرشاء المعروف قديما بوادي التسرير, فهو ينحدر من جهات الحمى الجنوبية ومن جبل النير ويسير من الجنوب إلى الشمال من أسفل طرف الحمى الجنوبي، متجهاً صوب الشمال الشرقي، متباعداً عن الحمى كل ما انحدر. حتى يصل مكاناً يدعى الخرماء في الطرف الجنوبي الغربي من رمال الشقيّقة فينتهي وتبتلع الخرماء والرمال سيوله, وفي هذا الوادي تنحدر سيول الحمى الشرقية.
والوادي الثاني وادي الجريب، ويدعى الآن الجرير، وهذا ينحدر من جبال تقع في الجنوب الغربي من النير بقرب أجلى وحبر والذنائب بينها وبين منهل سجا، ويسير متجهاً صوب الشمال تاركاً الحمى شرقه حافاً به عن قرب بحيث أن طرف الحمى الغربي الشمالي يتناول جوانب حول الوادي الذي يصب في وادي الرمة، ولا يفصل بين هذا الوادي وبين الحمى سوى رمل ممتد بامتداده مطوق للحمى من الجهة الغربية يدعى عريق الدسم ويعرف قديماً برمل اللوى ورميلة اللون.
ويرى مؤرخون أن تسميتها نسبة إلى “ضريّة بنت ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان”، وقيل أيضا أنها سميت كذلك نسبة لبئرها “ضَرْوَى” حسبما ذكر الأصمعي وشعراء العرب في الجاهلية والإسلام، حيث كانت هذه البئر ولسنوات مقصد الباحثين عن الماء إلى أن تم حفرها وبناؤها وجعل فيها السد والأنفاق الممتدة تحت الأرض لحجز المياه لمدة أطول هي تعد من أهم مراكز طريق حاج البصرة، ولا تزال آثارها باقية إلى يومنا هذا وفقا لمحافظها صالح بن فوزان الفوزان، مبينًا أنها ملتقى طريق اليمامة ودرب زبيدة، والمنزل السادس عشر على طريق حاج البصرة، وتتميز المدينة بكثرة جبالها ووديانها ومناطقها الساحرة التي تجذب المتنزهين، كما أنها أشهر جبال عالية نجد وفيها كان حمى ضرية الذي اختاره عمر بن الخطاب حمىً لإبل الدولة الإسلامية ثم صارت له شهرة أكثر لمرور طرق الحج عبره من العراق وهي مركز الخلافة إلى الحرمين الشريفين.